من المهام الأساسية التي يقوم بها الباحث العلمي هي كتابة مقدمة البحث العلمي التي تلخص أهدافه ومنهجيته ونتائجه المتوقعة، وتجذب انتباه القارئ لموضوع البحث وأهميته. فالبحث العلمي هو عملية منظمة ومنهجية لاستكشاف وفهم ظاهرة أو مشكلة تواجه المجتمع أو تثير اهتمام الباحث، والبحث عن حلول أو تفسيرات لها بناء على الأدلة والبراهين. ولكي يكون البحث العلمي متكاملاً ومتميزاً، يجب أن يحتوي على عدة أجزاء ضرورية تشكل هيكله ومضمونه، وأول هذه الأجزاء هي المقدمة. المقدمة هي الجزء الذي يعرض الباحث فيه فكرة البحث وخلفيته وأسئلته وفرضياته وأهمية البحث وأغراضه وطرق جمع وتحليل البيانات. 

المقدمة هي بمثابة بوابة دخول القارئ إلى عالم البحث، فإذا كانت مقدمة جذابة وواضحة ومنطقية، فإن ذلك يزيد من احترام القارئ للباحث واستعداده للاستفادة من نتائج البحث. لذلك، يجب على الباحث أن يتبع بعض القواعد والخطوات التي تساعده على كتابة مقدمة ناجحة، والتي تشمل ما يلي:

من الخطوات الأولى التي يقوم بها الباحث العلمي هي تحديد عنوان البحث العلمي الذي يعكس فكرة البحث ومجاله ومتغيراته، ويجذب انتباه القارئ للموضوع ودوافعه. فالعنوان هو بمثابة اسم البحث الذي يميزه عن غيره من البحوث المشابهة أو المتعلقة بنفس المجال.

ولكي يكون العنوان ملائماً وموفقاً، يجب أن يتضمن بعض العناصر التي تساعد على توضيح محتوى البحث وأهدافه، وهي كالتالي:

ذكر عنوان البحث العلمي كاملاً: حيث يعرض الباحث في مقدمة بحثه عنوانه بشكل واضح ودقيق، ويتجنب استخدام عبارات غامضة أو مبهمة أو مكررة أو طويلة جداً.

 شرح مختصر عن عنوان البحث العلمي: حيث يشرح الباحث في هذا الجزء مفهوم كل متغير من متغيرات عنوان البحث، ويبرر سبب اختياره لهذا الموضوع على غيره من المواضيع المتاحة. 

شرح العلاقة بين متغيرات عنوان البحث العلمي: حيث يبين الباحث في هذا الجزء كيفية تفاعل كل متغير من متغيرات البحث مع بعضها البعض، وكيفية تأثير كل متغير على نتائج وجودة البحث، وكيفية تميز هذا البحث عن غيره من البحوث التي تطرقت لنفس الموضوع أو موضوعات قريبة منه. تقديم مجال التخصص العلمي: حيث يذكر الباحث في هذا الجزء اسم تخصصه العلمي وأهمية هذا التخصص في دراسة المشكلة أو الظاهرة التي يتناولها في بحثه، وكيفية استفادته من المعارف والمهارات التي اكتسبها في هذا التخصص لإجراء بحث علمي نزيه ومؤسس.

توضيح الأسباب والدوافع التي أدت إلى كتابة البحث العلمي بشكل عام وموضوع البحث العلمي بشكل خاص: ومن هنا يمكن القول بأن الباحث العلمي الجيد يقوم بذكر الأسباب العامة الذي قادته إلى كتابة البحث العلمي وكذلك الأسباب الخاصة الذي من شأنها أنها كانت قد حثت الباحث العلمي على اختيار موضوع البحث العلمي والعمل عليه دون غيره من المواضيع العلمية.

وبناءً على ما سبق ، نستطيع القول أن البحث العلمي الممتاز يعتمد وبشكل كبير على مدى قدرة الباحث العلمي على تحقيق الشمولية في كتابة مقدمة البحث العلمي، إذ يحصل القارئ للبحث العلمي على إجابات عامة على أغلب التساؤلات التي قد تبادر ذهنه في أول قراءته لعنوان البحث العلمي ومعرفته لمجال الباحث العلمي.

Powered by Froala Editor