أسباب التأليف في العلم الشرعي

أسباب التأليف في العلم الشرعي

1

منذ سنتين

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

إن للتأليف في العِلْم الشرعي أسبابًا لا ينبغي للمؤلِّف الباحث أن يخرج عنها؛ لأن في الخروج عنها العبث والتَّكرار العقيم، وجميع مؤلَّفات علمائنا لا تخرج عنها بأي حال من الأحوال، وقد جعل - سبحانه وتعالى - فيها حِفْظًا لهذا الدين العظيم الذي هو صالح لكل زمان ومكان، حتى يَرِث الله الأرض ومن عليها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

السبب الأول:

جَمَع النصوصَ العلميَّة المتفرِّقة في مؤلَّف واحد، وعلى هذا السبب جاءت مؤلفات أكثر المتقدِّمين، خاصة رواةَ الحديث كمسند الإمام أحمد ومعجم الطبراني.

السبب الثاني:

تفريق مجتمع وهو إخراج مباحث خاصة من مطولات مستفيضة.

السبب الثالث:

تحقيق مسألة مختلف فيها، وقد غلب هذا السبب على مؤلفات كثير من المجددين؛ كشيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى.

السبب الرابع:

تيسير وتسهيل المعقَّد، ويَدخُل فيه عصرنة العبارة المستخدَمة في المؤلف، بحيث تكون مفهومة للقارئ العصري واختصار المطولات من غير إخلال بالمضمون، وعلى هذا السبب أغلب مؤلَّفات المعاصرين؛ قال سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((يَسِّروا ولا تُعسِّروا وبَشِّروا ولا تُنفِّروا))، وقال أيضًا: ((يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام مَن يُجدِّد لها أمر دينها)).

 
نسأل الله - عز وجل - أن يتقبَّل منا جميعًا، وأن يغفر ذنوبنا، ويُبارِك في عملنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


Powered by Froala Editor