من هو أبو الأسود الدؤلي

من هو أبو الأسود الدؤلي

2

منذ سنتين

أبو الأسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني شاعر ، وهو أحد أوائل من وضع النحو العربي وأول من أسس العربية وفتح بابها. وُلِدَ في الحجاز عام 603 م، قبل بعثة النبي محمد، وآمن به لكنه لم يره، وهو معدود في طبقات التابعين وصَحِب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي ولاه إمارة البصرة في خلافته، وشهد معه وَقْعة صِفِّين.

أسس النحو العربي وفتح بابها، وأنهج سبيلها، وروى عن عمر وعليّ وأبي ذَرّ وابن عبّاس وطائفة.

وكان يُلقب بِلقب ملك النحو لوضعه علم النحو، فهو أول من ضبط قواعد النحو، فوضع باب الفاعل، المفعول به، المضاف وحروف النصب والرفع والجر والجزم ]1[

وفي أولية وضع النحو اختلاف، فالجمهور من أهل الرواية على أّنّ أوّلَ من وضع النّحو علي بن أبي طالب، ومن الرواةِ مَنْ يقولُ: إِنَّ أَبا الأسودَ أَوّلُ من استنبطَ النّحوَ، وأخرجه من العدم إلى الوجود، وإِنّه رأى بخطه ما استخرجه، ولم يَعْزُه إلى أحد قبله 

وتتعدد الأخبار حول سبب وضعه للنحو، منها قصة ابنته التي قالت له في يوم حار: “يا أبتِ، ما أشدُّ الحر!” فأجابها: “إذا كانت الشمس من فوقك والرمضاءُ من تحتك”. فقالت له: “إنما أردتُ أن الحرَّ شديد”. فأجابها: “فقولي إذن ما أشدَّ الحر!” ومن الأخبار أن عمر بن الخطاب قد أمره بتعليم أهل البصرة الإعراب، وأن عليًا هو من طلب منه وضع مبادئ النحو، وأن زياد بن أبيه هو من طلب ذلك. وعندما سُئل أبو الأسود عن مصدر علمه قال: “لقنت حدوده من علي بن أبي طالب”.

ويرى الكثيرون أن أبا الأسود هو أول من نقط المصحف وضبطه بالشكل عندما اختلف الناس في قراءة القرآن. وبذلك يكون مُبْتدئَ علمِ الإعجام، لأن الحروف قبله كانت تتشابه صورها وكانت عاريةً عن النقط. وُصف بأنه من أكمل الرجال رأيًا وأسدّهم عقلاً. ولديه قصص كثيرة مع الخلفاء والأمراء، ولطائف في البخل والإمساك، مذكورة في كتاب الأغاني. منها قوله لأولاده: “لا تجاوِدوا الله عزّ وجلّ فإنّه أجودُ وأَمْجَدُ، ولو شاءَ يوسّعَ على الناس كُلِّهم لفعَلَ، فلا تجهدوا أنفسكم في التوسع فتُهْلِكُوا هُزَالًا!”

ولديه ديوان شعر مطبوع محقّق يصور حياته الشخصية وآرائه واتجاهاته السياسية. يغلب على شعره المقطوعات التي تتميز بالجزالة دون إبداع، رغم أن بعض قصائده جرى مجرى المثل. يقول الجاحظ: "أبو الأسود معدود في طبقات من الناس، وفي كُلِّ طبقة هو مقدَّم، مأثورٌ عنه الفضل في جميع طبقاتِ المجتمع. كان معدودًا في التابعين والفُقَهاءِ والشُّعراءِ والمُحَدِّثِيْنَ والأشرافِ والفُرْسان والفرسانِ والأُمراءِ والدُّهاةِ والنّحويين وحاضري الجواب”.

من نوادره، قصة قال فيها لبني قشير من هوازن: “ما في العرب أحب إليَّ طول بقاء منكم”. فسألوه: “ولِمَ ذاك؟” فأجاب: “لأنكم إذا ركبتُم أمرًا علمتُ إنه غيٌ فأجتنبه وإذا اجتنبتم أمرًا علمتُ أنهُ رشدٌ فأتبعه” ]1[

 مات أبو الأسود في طاعون الجارف الذي اجتاح البصرة في أوّل سنة 69هـ على أصحّ الأقوال.

------------------------------------------------------------------------

مراجع :

ـ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، الجزء 12 (طبعة دار الكتب). 

ـ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، المجلد السادس (دار إحياء التراث العربي، بيروت). 

ـ ابن خلكان، وفيات الأعيان، الجزء 2 (دار صادر، بيروت) 

ـ القفطي، إنباه الرواة، الجزء 1 (الهيئة  المصرية العامة للكتاب

- ويكيبيديا 

 

Powered by Froala Editor