إطلاق تجريبي
3
منذ سنتين
يتناول كتاب عبقرية التأليف العربي للكاتب عرفات نبهان موضوع التأليف بشكلٍ عام كظاهرة اتصال بشرية, وكذلك استجابة لحاجات علمية, وبحثية, وتعلمية, وثقافية, ولأجل هذا ظهرت آليات وأصول وضوابط في صنعة تكوين النصوص في التأليف العربي الإسلامي. عمل مؤلف الكتاب على استكناه جذورها وتتبع مفاصلها وتجسيم رؤاها وتأطير مساحاتها وفروعها الشاسعة والواسعة.
يشير الدكتور نبهان في مقدمة كتابه أنه من بين أنواع التأليف المتنوعة يوجد شكل مميز, هو اعتماد مؤلف ما على كتاب سبق ظهوره, يهتم به, ويتخذ من هذا الكتاب محوراً يدور حوله كتابه الجديد في شكل شرح, أو تهذيب, أو تذييل, أو استدراك, أو معارضة, او محاكمة, ..إلخ
ويسمي الدكتور نبهان هذا النوع، (التأليف النصي المحوري)، الذي يمثل ظاهرة عامة وهامة، استمرت في التأليف العربي الإسلامي، في مختلف عصوره، وما زالت بعض مظاهره موجودة، حتى الآن، كما أن بعض أنواعه موجودة في الثقافة الأجنبية.
كما يكشف الدكتور نبهان، عن أكثر من ستين نوعُا، من التأليف العربي، يتوالد بعضها حول نص، مؤثر، لتنشأ منظومة معرفية، تمثل عائلة النص. ويوضح أن عبقرية التأليف العربي، استجابت للوظائف العلمية، لتظهر أنواعًا مختلفة، مثل المقدمات، والعرضات، والهيئات، والمسائل، والتخريج والتوليد، والمفاتيح، والنظم، وصياغة المعاجم، والموسوعات.
والمؤلف يؤكد بأن فكرة الكتاب تقوم على أن العلاقات الإنسانية يَنْبنِي على العائلة واكتشفت الدراسة ان للكتاب عائلة "عائلة النص" فكثير من كتب التراث العربي لها أقارب واحفاد واجداد وقد مثل هذه العلاقات برسوم واستخرج اربع وستين نوعا من علاقات النصوص, فالتأليف العربي حظي بعلاقات كثيرة بين النصوص اسماها الببليوجرافيا التكوينية لتتبع الكتاب كجنين ودراسة علاقته بآبائه واجداده
وأشار الدكتور كمال الى انه حين اسمى كتابه عبقرية التأليف العربي لم تكن مجاملة للعرب فقد اجادوا صناعة التأليف بالفعل لافتا ان علاقات النصوص المذكورة لا توجد في لغات اخري الا بشكل بسيط, ففي اللغة الإنجليزية هناك شرح التلخيص لكن الكتاب العربي حظي بأنواع كثيرة في العلاقة بين النصوص
ويحاول المؤلف حصر العوامل التي تمنح بعض النصوص قدرة على الاستمرارية والبقاء وتجاوز الزمن وقوانين التغير ومنها, قدسية النص, مصداقيته, اذا كان اخبارياً, أو تاريخياً, المنفعة, أو الوظيفة الدلالة, أو الفكرة الجمالية والامتاع, اصالة المنهج.
ومن المؤلفات التي لقيت الواناً عديدة من التأليف المتفرع صحيح البخاري, فقد حظي بنوح اربع وتسعين مؤلفا يدور حوله والفية بن مالك بنحو اثنين وسبعين مؤلفا, وكثرت المؤلفات أيضاً عن الكشاف الزمخشري, وقانون الطب لابن سينا وتهافت الفلاسفة للغزالي, والبردة البوصيري وغيرها..
اتجه المؤلف في دراسة التالف الى نوعين من العينات
الأولى: عينات من الكتب.
الثانية: عينة من المؤلفين.
وأخيراً يعتقد المؤلف ان الكثير من الكتب في الحضارة العربية الإسلامية يمثل مشروع فكريا قابل للتطوير وتحسين السلاسة, ويعتبر الكتاب موضع الاهتمام واصلا قابل لتلقي والاضافة والتصحيح والمعارضة والتكملة والاستمرار. يقوم بذلك المؤلفون في عصرة, او في عصور التالية لتأليفه, ويظل هذا الكتاب الهام مدوناً قيد التأليف المتتابع والمتنوع في مدارات موصولة في زمن يطول او يقصر, ويستمر التأليف المرتبط بالنص حتى تبلغ منظومة المؤلفات الأصل وتوابعه صورة مثالية في ثبوتها الأخير في شكل عائلة النص, وبالجملة فالكتاب يعد مشروع حضاريا وانسانيا يدل على وعي وسعة افق طرح نظرية جديدة في دراسة العلاقات بين النصوص اسماها الببليوجرافيا التكوينية
لكن بظني ان الكتاب موجه للنخب العلمية والأكاديمية والمثقفة, ولذلك يحتاج الى تلخيص وتبسيط في العرض واللغة مع ذكر الأمثلة واختصار التطبيقات والعينات ليتسع انتشاره.
تحميل كتاب عبقرية التأليف العربي للكاتب عرفات نبهان PDF اضغط هنـا
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor