إطلاق تجريبي
15
منذ سنتين
حين تسافر الطائرة الى بلد ما, تنطلق حسب خطة عمل مسبقة, وجدول زمني دقيق, يحدد مكان ونوع الإقلاع والهبوط والوجهة المراد الوصول اليها, ولأنها تسير ضمن خطة ممنهجة, فإنه في أغلب الأحيان تصل الى الموقع المستهدف, في الوقت المحدد بنسبة تتجاوز 95% ,وفي المقابل تخيل صعود الكابتن الى الطائرة دون امتلاك خطة عمل, أو جدول رحلة ودون معرفة مكان وموعد الإقلاع والهبوط والوجهة المستهدفة.
في هذه الحالة هل سيقلع بها؟ هل سيقبل الذهاب الى جهة لا يعرفها ولم يقررها مسبقاً؟ هذا في الحقيقة هو الفرق بين الانسان الناجح والفاشل في الحياة.
فالإنسان الناجح لديه هدف, يضع على أساسه خطة واضحة يعمل على تنفيذها, وفي المقابل لا يملك بعض الناس خطة عمل مسبقة, لما يريدونه في المستقبل, وبتالي لا يصلون لأي مكان.
الفكرة:
إن لم تعرف أين تذهب فجميع الطرق تنتهي للا شيء. سر النجاح يكون في وضوح الهدف والمرونة في التنفيذ.
يقول الكاتب أنه عندما بلغ سن الثامنة والعشرين, قرر مراسلة بعض الصحف السعودية والعربية على أمل الكتابة في إحداهن, وكي يثير إعجاب رؤساء التحرير قرر أولاً كتابة عشرون مقالة مميزة, كي قدمها في ملف واحد.
كان واثقاً من قدرته على الانتهاء من كتابتها خلال أربعة أيام, ولكن في الحقيقة احتاج الى ستة أسابيع لإنجاز خمسة عشر مقالة فقط ,ومنذ ذلك اليوم أدرك أن النجاح لا يتعلق في المجهود الضخم, بقدر ما يتعلق بخلق عادة يومية سهلة تستمر معنا طوال العمر.
وبدلاً ان يشغل نفسه في كتابة عدد كبير من المقالات, قرر خلق عادة يومية تختصر على كتابة مقالة واحدة في اليوم, وحين راجع ارشيفه الالكتروني يفاجئ بامتلاكه 80,00 مقالة.
لنفترض أنك قررت تخصيص ساعة يومياً لفعل أربعة أشياء أساسية, هي حفظ القرآن, الرياضة, حفظ كلمات انجليزية وفرنسية, بعد سنوات قليلة ستفاجئ بحفظ القرآن, وامتلاك جسد مفتول, والتحدث بلغتين عالمتين.
الفكرة:
النجاح لا يتعلق بالكمية, بل بالاستمرارية, والإنجازات الكبيرة لا تحتاج لأكثر من عادة يومية صغيرة.
تخيل أنك أرسلت ابنك ذات يوم لشراء بعض الفستق, وإثناء قيادته السيارة دخل في تحدى مع شاب بقربه انتهى بحادث بسيط ,وفور نزولهما دخل في عراك انتهى بارتطام رأس الشاب الآخر بطرف الرصيف, ودخوله في غيبوبة طويلة, وبعد حضور رجال الأمن تم اعتقال ابنك بتهمة الاعتداء على أحد المواطنين, وتسبب له بضرر دائم.
وبعد ثلاثة أسابيع قضاها الرجل في غيبوبة, توفي في العناية المركزة ,فدخل ابنك في قضية أكبر, وبعد أشهرٍ من تداول القضية في المحكمة, حكم القاضي عليه بالقتل غير العمد, وبعد إصدار الحكم اتضح أن الضحية كان متزوج حديثاً, وأن له طفل يبلغ من العمر ستة أشهر, ولهذا السبب يأمر القاضي بتعليق الحكم حتى يكبر الطفل ويبلغ سن الرشد, ليتم تخيره بين التنازل عنه, أو الحكم عليه.
وهكذا سيقضي ابنك زهرة شبابه معلقاً بأملٍ ضعيف, ويضيع على نفسه فرصة دخول كلية الطب, والزواج, وتكوين أسرة سعيدة, وفوق كل هذا قد لا يتنازل الطفل حين يصبح شاباً, وكان أصل الحكاية مجرد فستق.
الفكرة:
يمكن لأي فعلٍ مفاجئ وصغير وطارئ وغير متوقع, التسبب بمآسي كبيرة ودائمة وغير متوقعة.
في عام 1897م اكتشف المفكر عالم اقتصاد الإيطالي باريتو قانون اقتصادياً عجيباً يدعى80\20,ويمكن تخليص هذا القانون بأنه يمكن الحصول على 80% من الناتج عن طريق التركيز على 20% من المجهود, أي أنه وجود قديم مميز يكون مسؤول عن معظم الإنتاج العام, فمثلاً معظم الدخل الذي تحققه الأمم حوالي 80% يتحقق من مورد أو موردين مميزين, قد لا يمثلان 20% من مجمل موارد الدولة, كما أن 80% من مجمل مبيعات الادوية يستأثر بها 20% من الشركات المنتجة.
وقبل الاسترسال أكثر يجب الإشارة الى أن القاعدة 80\ 20 لا يجب أن تؤخذ كقاعدة صارمة, إذ يمكن أن تكون النسبة 90\10 او 70\30, واذا أردنا التوسع أكثر سنكتشف أن هذه القاعدة يمكن تطبيقها على مجالات كثيرة, فعلا سبيل المثال اتضح أن 85% من حوادث السير مسؤول عنها 15% فقط من مجموع السائقين, وإدراك هذه المعادلة العجيبة يتيح حل 85% من أي مشكلة, بتعريف وتميز أهم العناصر فيها.
فحين تثبت الاحصائيات ان 85% من حوادث السير مسؤول عنها 15% من السائقين, حينها يجب تميز هذه الفئة هل هم المراهقون أو المدمنون مثلاً, ووضع حلول عملية لحل هذه المشكلة, مثل إعادة تأهيلهم, أو تحذيرهم, أو تشديد الرقابة عليهم.
الفكرة:
ابحث دائما عن 20% التي تمنحك 80% من النتائج الإيجابية.
تحميل كتاب نظرية الفستق PDF
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor