إطلاق تجريبي
1
منذ سنة
كان أوّل ما نزل على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،[١] وفي ذلك دليلٌ واضحٌ على قيمة العلم في الإسلام ومدى اهتمامه به، ورغم أنّ علوم الشريعة الإسلامية هي أسمى العلوم التي قد يدرسُها المُسلم، إلّا أنّ للعلوم الحياتيّة الأخرى أهميّة بيّنها القُرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة؛ فقد خُلق الإنسان لإعمار هذا الكون، ولا يُمكنُ إعماره إلا من خلال العلم، كما أنّ العلم سبيلٌ وأساسٌ للتفكير القويم، والعمل الصالح، ووسيلةٌ لإدراك الإنسان لإدارة علاقاته، وقد جاءت نصوصٌ شرعيَّةٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم والسنة النبويّة حاثَّةً على العلم ومبيِّنةً لفضله وفضل العلماء وعلو منزلتهم؛ فالإسلام يدعم العلم ويؤكّد ضرورته ويتوافق مع ما كان ثابتًا وصحيحًا منه، ولا تعارض أو فجوةً بينهما.[٢][٣]
اهتمّ الإسلام بالعلم اهتمامًا بالغًا، وتجلّى هذا الاهتمام في مظاهر وصورٍ كثيرةٍ، من أبرزها ما يأتي:[٤][٥]
لم يكن اهتمام الإسلام بالعلم وحثّه عليه قاصرًا على العلم الشرعيّ فقط؛ بل اهتمّ الإسلام وحثّ على تعلّم وتعليم العلوم المختلفة الأخرى؛ كعلم الحساب وعلوم الكيمياء والفيزياء، والجبر، والطب، والفلك، والجغرافيا، وقد كان العلماء المُسلمون دائمي البحث والتجربة، وكان لهم فضلٌ كبير في العديد من الفروع العلميّة التي لا مجالَ لحصرها، ممّا أسهم في تطوّر الصناعات التي يستخدمها الإنسان في حياته، وكان الاهتمام بالعلم سببًا من أبرز أسباب ازدهار الحضارة الإسلاميّة؛ حيث بلغت أوجها في التقدّم على سائر الحضارات قديمًا بسبب ما رفدت به العالم من علماء في شتى المجالات واهتمامٍ بالتأليف والتصنيف وبناء المدارس والمكتبات، فقد بلغ اعتناء الحضارة الإسلاميّة بالعلم قدرًا لم يبلغه غيرها من الحضارات قديمًا.[١١][٢]
المصدر: موقع موضوع
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor