إطلاق تجريبي
1
منذ سنة
نال الشعر في العصر الجاهلي الذي جاء بلغة أدبية فصيحة بليغة وتراكيب قويّة اهتمامًا كبيرًا وعنايةً واضحة من النقاد والدارسين؛ إذ جُمِع في كتب خاصة عديدة، وتمّت دراسته وتحقيقه والبحث فيه، ومن الجدير بالذكر أنّ الشعر الجاهلي مرّ بالعديد من المراحل وتأثر ببعض العوامل التي ساهمت في اكتسابه الشكل العام الذي عرف به والخصائص العديدة التي امتاز بها، وفي هذا المقال ذكر وتوضيح لبعض العوامل التي أثرت في الشعر الجاهلي.[١][٢]
تأثر الشعر الجاهلي بمجموعة من العوامل والمؤثرات التي طبعته بالطابع الذي عُرف به، ومن هذه العوامل على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣][٤]
القارئ للشعر الجاهلي يلاحظ اتسامه ببعض الظواهر والخصائص العامة، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:[٣]
تعددت الموضوعات التي تناولها الشعراء الجاهليون في قصائدهم الشعرية، يُذكَر منها ما يأتي:[٥][٦]
في ما يأتي -على سبيل الذكر لا الحصر- بعض القصائد المشهورة من الشعر الجاهلي:
هي قصيدة للشاعر امرئ القيس يعرض فيها عدة حوادث مرّ بها، وهذه بعض أبياتها:[٧]
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه
وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ
وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ
فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ
كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه
وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ
وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ
وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي
فَيا عَجَباً مِن كورِها المُتَحَمَّلِ
قصيدة أهاجكِ من سُعداكَ
هي قصيدة للشاعر النابغة الذبياني نظمها في مدح النعمان بن المنذر، وهذه بعض أبياتها:[٨]
هاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ
بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ
تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها
وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ
بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي
إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ
عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ
عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ
لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا
وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ
يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ
وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ
وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى
وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ
فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ
أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ
يُخَطَّطنَ بِالعيدانِ في كُلِّ مَقعَدٍ
وَيَخبَأنَ رُمّانَ الثُدِيِّ النَواهِدِ
وَيَضرِبنَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ
حِسانِ الوُجوهِ كَالظِباءِ العَواقِدِ
قصيدة أطلال خولة
هي قصيدة للشاعر طرفة بن العبد نظمها نتيجة سوء المعاملة من ابن عمّه، وهذه بعض أبياتها:[٩]
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ
عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي
يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ
وَفي الحَيِّ أَحوى يَنفُضُ المَردَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
خَذولٌ تُراعي رَبرَباً بِخَميلَةٍ
تَناوَلُ أَطرافَ البَريرِ وَتَرتَدي
وَتَبسِمُ عَن أَلمى كَأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي
سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتِهِ
أُسِفَّ وَلَم تَكدِم عَلَيهِ بِإِثمِدِ
وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حَلَّت رِدائَها
عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يَتَخَدَّدِ
سمر سدر
المراجع
↑ علي الجندي، في تاريخ الأدب الجاهلي، صفحة 253-255. بتصرّف.
↑ شوقي ضيف، العصر الجاهلي، صفحة 183. بتصرّف.
^ أ ب علي الجندي، في تاريخ الأدب الجاهلي، صفحة 448. بتصرّف.
↑ يحيى الجبوري، الشعر الجاهلي خصائصة وفنونه، صفحة 44. بتصرّف.
↑ علي الجندي، في تاريخ الأدب الجاهلي، صفحة 343. بتصرّف.
↑ يحيى الجبوري، الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه، صفحة 279. بتصرّف.
↑ امرؤ القيس، ديوان امرئ القيس، صفحة 8. بتصرّف.
↑ النابغة الذبياني، ديوان النابغة الذبياني، صفحة 137. بتصرّف.
↑ طرفة بن العبد، ديوان طرفة بن العبد، صفحة 19. بتصرّف.
--------------------------------------------------------------
المصدر: بيت القصيد
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor