مهارات ومعايير التفكير الناقد

مهارات ومعايير التفكير الناقد

1

منذ سنتين

في عالمنا المعاصر، يزداد التحدي في التعامل مع كم هائل من المعلومات والآراء المتنوعة والمتضاربة، ويصبح من الضروري تنمية قدراتنا الفكرية لنتمكن من تقييم ما نسمع ونقرأ ونشاهد بشكل نقدي وموضوعي. هذا ما يسمى بالتفكير الناقد، وهو موضوع مهم وشيق سنتناوله في هذا المقال، وسنتعرف على مفهومه وأهميته وخصائصه ومهاراته ومعاييره.

التفكير الناقد هو القدرة على فحص الافتراضات والأفكار المختلفة، والتمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، أو ما يحتوي على جانب من الصواب. المفكر الناقد يتمتع ببعض الصفات التي تجعله مختلفاً عن باقي الناس، ومن أبرزها الشجاعة الفكرية، والتواضع الفكري، والتواصل الفكري، والتكامل الفكري، والمواظبة الفكرية، والعقلانية، والاعتماد على التبرير المنطقي. هذا التفكير يشمل عدة مهارات ومعايير، سنسلط الضوء عليها في هذا المقال:


مهارات التفكير الناقد

يتضمن التفكير الناقد الكثير من المهارات؛ التي تعكس القدرة على التفكير الناقِد، وهي على النحوّ التالي:

التفسير: هي القدرة على فهم ما تقرأ أو تسمع أو تشاهد، والتعبير عنه بطريقة واضحة ومنطقية. يشمل التفسير أيضاً القدرة على تصنيف المعلومات وتوضيح المعاني وفك الرموز.

التحليل: هي القدرة على دراسة العلاقات بين الأفكار والأسئلة والمفاهيم، والتفريق بين الحجج الصحيحة والخاطئة، والتحقق من صحة الآراء المختلفة.

العقلانية: هي القدرة على الاستماع بانفتاح وهدوء للآخرين، حتى لو كانت آراؤهم مخالفة لآرائك، والتفكير في ما يقولونه بشكل منطقي ونزيه.

الاستدلال: هي القدرة على استخدام الدلائل والبراهين للوصول إلى نتائج معقولة، والبحث عن الخيارات الممكنة، والتأكد من صحة الاستنتاجات.

الشرح: هي القدرة على عرض نتائج التفكير الناقد بطريقة مفهومة ومقنعة، وإظهار الأدلة والمفاهيم التي دعمتها.

الانضباط الذاتي: هي القدرة على طرح الأسئلة المناسبة، وتنظيم الأفكار والنتائج، والتحكم في المشاعر والانفعالات.

 

معايير التفكير الناقد

إذا كنت تريد أن تكون مفكراً ناقداً، فعليك أن تلتزم ببعض المعايير والمواصفات التي تضمن عقلانية وموضوعية تفكيرك. هذه المعايير هي:

معيار الوضوح: هو أن تتحدث وتكتب بلغة واضحة وسهلة الفهم بعيداً عن الغموض، وأن تتجنب الكلام المبهم أو الملتبس. وهذا من أهم المعايير في المفكر الناقد كونه المدخل الرئيس لباقي المعايير.

معيار الدقة: هو أن تعبر عن موضوع التفكير بشكل دقيق ومحدد، وأن تستخدم الكلمات والأرقام المناسبة، وأن تتجنب الكلام الزائد أو الغير ضروري. 

معيار الصحة: هو أن تتأكد من صحة العبارات التي تستند إليها في التفكير الناقد، وأن تدعمها بالأدلة والبراهين التي تثبت صحتها، وأن تتجنب الادعاءات الخاطئة أو المغالطات. 

معيار العمق: هو أن تتعامل مع المشكلة بشكل عميق وشامل، وأن تبحث عن أسبابها وآثارها وحلولها، وأن تتجنب السطحية أو التسرع في الحكم. 

معيار الاتساع: هو أن تشمل في تفكيرك كل عناصر المشكلة وجوانبها، وأن تستمع إلى كل آراء الآخرين المختلفة عن رأيك، وأن تقارن بينها بشكل عادل وموضوعي. 

معيار المنطق: هو أن ترتب أفكارك بشكل منطقي ومتسلسل، وأن تربط بينها بحجج وبراهين قوية، وأن تتجنب التناقضات أو التخبط في التفكير.


كيفية تطوير التفكير الناقد؟

لقد عرفنا فيما سبق مهارات ومعايير التفكير الناقد، ولكن كيف يمكننا تطويره وتحسينه؟ هناك بعض الخطوات والنصائح التي يمكن اتباعها، مثل:

  • قراءة الكتب والمقالات المختلفة، والتفكير في ما تقرأه بشكل نقدي، وطرح الأسئلة على نفسك وعلى الكاتب.
  • مشاهدة الأفلام والبرامج والوثائقيات المختلفة، والتحليل لما تشاهده بشكل نقدي، ومقارنة ما تشاهده بالواقع وبآراء أخرى.
  • الاستماع لآراء الآخرين بانفتاح واحترام، والتفاعل معهم بشكل حواري، وطرح الأسئلة التي تساعد على فهم وجهات نظرهم، وعرض آرائك بشكل مبرر ومنطقي.
  • البحث عن المصادر الموثوقة والمحايدة للمعلومات، والتحقق من صحتها قبل قبولها أو نقلها.
  • التأمل في تجاربك الشخصية والمهنية، وتقييم نقاط القوة والضعف في أدائك، والبحث عن سبل التحسين والتطوير.


إن التفكير الناقد هو مهارة حياتية ضرورية في عصر المعرفة والتغيير، فهو يساعدنا على فهم الواقع بشكل أفضل، واتخاذ القرارات بشكل أسلم، وحل المشكلات بشكل أذكى. لذلك، علينا أن نسعى إلى تنمية هذه المهارة في أنفسنا وفي من حولنا، لنصبح مفكرين ناقدين قادرين على التأثير في مجتمعاتنا.

 

 

Powered by Froala Editor