إطلاق تجريبي
1
منذ سنتين
"لقد كتبت نصوص العهد القديم بالعبرية عدا بعض الفقرات في دانيال وعزرا وأرمياء (سبقت الإشارة اليها) إذ وجدت هذه بالآرامية. ولما رجع يهود السبي من بابل وجدوا أن الآرامية هي اللغة السائدة في فلسطين فمن المحتمل أن بعض الكتب الحديثة للعهد القديم قد كتبت أصلا بالآرامية ثم ترجمت الى العبرية حيث وصلتنا بتلك اللغة وعلى أي حال فقد جاء وقت كانت العبرية لغة يصعب فهمها وخاصة بالنسبة لعامة الشعب عندما كانوا يشهدون طقوسا تجري بها وقد أدى ذلك الى ضرورة ايجاد ترجمة بالآرامية ليفهمها الشعب. (نحميا 8: 8) ومن هنا ظهرت التراجم لأسفار العهد القديم، وان كانت لم تصلنا أي ترجمة آرامية من تلك التراجم الأولى"[1].
النسخة السامرية:
"توجد ترجمة آرامية للتوراة (أسفار موسى الخمسة) يستخدمها السامريون وتعرف بالترجمة السامرية. ولقد كانت التوراة السامرية أصلا بالعبرية ولكنها مكتوبة بحروف سامرية. ولكن عندما فقد اللسان العبري بين السامريين، رأوا أنهم في حاجة الى ترجمة باللغة الآرامية التي يفهمونها. ولقد بدأ تصنيفها في مطلق القرن الأول الميلادي واستمر العمل بها حتى حلت اللغة العربية محل الآرامية في القرن الحادي عشر"[2].
النسخة الإغريقية (السبعينية Septuagint):
"عرفت النسخة الاغريقية للعهد القديم كترجمة من العبرية الى الاغريقية لينتفع بها اليهود المقيمون في العالم الاغريقي، وخاصة في مصر والذين لم يعرفوا من العبرية إلا القليل. وفي القرن الثالث قبل الميلاد كانت هناك ترجمة إغريقية لبعض كتب العهد القديم وخاصة للناموس، ولذلك عملت محاولة لإيجاد نسخة مقبولة جديدة، عندما تكونت لجنة مراجعة أخرجت لنا النسخة التي تعرف باسم النسخة السبعينية، وهي الترجمة الاغريقية للنسخة التي راجعها سبعون عالما (بالإسكندرية). ولقد قبلت الكنيسة المسيحية النسخة السبعينية ولكنها مدت هذه التسمية لتشمل تراجم من العبرية الى الاغريقية لعدد من الكتب الأخرى هي: الجامعة - المكابين الأول والثاني عزرا الأول، وبعض الأسفار الأخرى.
على أنه قد وجدت تراجم أخرى لأسفار العهد القديم من العبرية الى الاغريقية استحدثت بعد النسخة السبعينية. ذلك أنه بعد أن وضعت مدرسة أكيبا الصورة القانونية الأخيرة للعهد القديم بالعبرية - وكان ذلك في حوالي القرن الأول الميلادي - وجد كثير من اليهود أن النسخة السبعينية التي يتداولها المسيحيون ليست كافية في نظرهم. ولذلك عملت تلك التراجم الاغريقية الأخرى من النسخة العبرية القانونية الأخيرة"[3].
النسخة السوريانية Peshitta:
"وهي قد عملت لتخدم الطوائف اليهودية التي انتشر بينها هذا اللسان الأرامي. وقد قبلتها الكنيسة المسيحية وراجعتها، وصارت ابتداء من القرن الخامس الميلادي هي النسخة التي يأخذ بها النصارى اليعاقبة والنسطوريون. ويبدو أن سفري أخبار الأيام الأول والثاني قد فقدا من النسخة السوريانية الأصلية، كما أن مخطوطات كثيرة منها تحتوي على كتب من الأسفار المحذوفة، بل وبعض الكتب التي تعرف باسم Pseudepigraha الأسفار المكذوبة"[4].
النسخة اللاتينية Vulgate:
"وجدت بعض التراجم للعهد القديم من الاغريقية الى اللاتينية ويرجع وجودها ابتداء من القرن الثاني الميلادي ويطلق عليها اسم النسخة اللاتينية القديمة. ولقد حاول جيروم - المتوفى عام 420م. - مراجعة تلك النسخة من النصوص الاغريقية التي كانت في متناول يده آنذاك ولكنه لم يكمل هذا العمل، وقام بدلا من ذلك بعمل ترجمة جديدة من العبرية. وكان نتاج عمله النسخة المعروفة لنا باسم اللاتينية الأصلية Original Vulgate وهي الترجمة اللاتينية الشائعة لأسفار الكتاب المقدس"[5].
النسخة القبطية:
"توجد في أربع لهجات هي: الصعيدية وكان يتكلم بها في مصر العليا، والفيومية حول منطقة الفيوم، والأخميمية في منطقة طيبة، والبحيرية في شمال الدلتا وجوار البحر المتوسط. واقدمها جميعا هي النسخة الصعيدية وترجع الى القرن الرابع الميلادي وأحدثها البحيرية، وترجع الى القرن السابع الميلادي وكلها تراجم عن الاغريقية"[6].
الأسفار المفقودة:
لقد رأينا أن هناك ما يعرف باسم، الأسفار المحذوفة، والأسفار المكذوبة - كذلك فان هناك عددا من الأسفار يعرف باسم الأسفار المفقودة. وفي هذا تقول دائرة المعارف الأمريكية: "يشير العهد القديم الذي نعرفه اليوم الى كتب وأسفار أخرى غير موجودة الآن وتشير اليها أسفاره مثل: العدد 21: 14، 15 - يشوع 10: 13 - صموئيل الثاني 1: 8 - الملوك الأول 11: 41 - أخبار الأيام الأول 29: 29 - أخبار الأيام الثاني 9: 29، 12: 15".
والأسفار والكتب المفقودة والمشار اليها آنفا هي:
كتاب الحروب - وفيه يقول سفر العدد: "لذلك يقال في كتاب حروب الرب واهب في سوفة وأودية أرنون".
سفر ياشر - وقد ذكره سفر يشوع: "فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوبا في سفر ياشر".
كذلك تكلم عنه سفر صموئيل الثاني: "ورثاداود بهذه المرثاة شاول ويوناثان ابنه. وقال ألم يتعلم بنو يهوذا نشيد القدس. هو ذا ذلك مكتوب في سفر ياشر".
سفر أمور سليمان - وهو مذكور في سفر المملوك الأول: "وبقية أمور سليمان وكل ما صنع وحكمته أما هي مكتوبة في سفر أمور سليمان".
سفر أخبار صموئيل وناثان وجاد وغيرهم ويقول سفر أخبار الأيام الأول "وأمور داود الملك الأولى والأخيرة أما هي مكتوبة في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي".
كذلك يقول سفر أخبار الأيام الثاني: "وبقية أمور سليمان الأولى والأخيرة أما هي مكتوبة في أخبار ناثان النبي وفي نبوة أخيا الشيلوني وفي رؤى يعدو الرائي على يريبعام بن نباط".
"وأمور رحبعام الأولى والأخيرة أما هي مكتوبة في أخبار شمعيا النبي وعدو الرائي عن الاتساب".
[1] المرجع 15 - ص 618.
[2] المرجع 15 - ص 619.
[3] المرجع 15 - ص 619.
[4] المرجع 15 - ص 619.
[5] المرجع 15 - ص 619.
[6] المرجع 15 - ص 619.
-------------------------------------
المصدر: شبكة الألوكة
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor