تقي الدين الحصني

تقي الدين الحصني
تقي الدين الحصني
مؤلف

نبذة عنه

نبذة عن الكاتب

الإمام تقي الدين الحصني الشافعي الأشعري الدمشقي ت - 829 هـ -.

نسبه

هو أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن معلَّى بن موسى بن حريز بن سعيد بن داود بن قاسم بن علي بن علوي بن ناشب بن جوهر بن علي بن أبي القاسم بن سالم بن عبد الله بن عمر بن موسى بن يحيى بن عيسى بن علي بن محمد بن علي المنتخب بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب

التقي الحسيني الحصني ثم الدمشقي موطناً ووفاة الشافعي مذهباً، الأشعري عقيدة ويعرف بالتقي الحصني.

حياته

ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة ببلدة الحصن ببلاد الشام ثم قدم دمشق ودرس علي أيدي شيوخها وتخرج بهم وسكن المدرسة البادرائية واشتغل بالتدريس وكان خفيف الروح منبسطا له نوادر ويخرج للتنزه ويحض تلاميذه على شيء من الانبساط واللعب.

وتزوج عدة نساء ثم انقطع وتقشف وانجمع، وكل ذلك قبيل القرن، وسكن الشيخ بحيّ الشاغور بدمشق عند مسجد (المزاز) عدة سنين بعد الفتنة- فتنة تيمور لنك- حتى وفاته، وكان قد ازداد بعد الفتنة تقشفه وانجماعه وكثرت مع ذلك أتباعه حتى امتنع من مكالمة كثير من الناس وصار يطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات. قال الغزي: «وعمل في آخر عمره مواعيد بالجامع الأموي وهرع إليه الناس وكنت من جملة من سمعه، ويتكلم بكلام حسن مقبول منقول عن السلف الصالح» أهـ. من (بهجة الناظرين) له، ويقول عنه في موضع آخر: «وكان – رحمه الله – عليه من المهابة والأنس الكثير« ويقول ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية) له 4/98: » وله في الزهد والتقلل من الدنيا حكايات لعل أنه لا يوجد في تراجم كبار الأولياء أكثر منها، ولم يتقدموه إلا بالسبق في الزمان»أهـ. ويصف الإمام السخاوي حياته في (الضوء اللامع ) فيقول: «وتزوج عدة ثم انحرف قبل الفتنة عن طريقته وأقبل على ما خلق له وتخلى عن النساء وانجمع عن الناس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم والتصنيف، ثم بعد الفتنة زاد تقشفه وزهده وإقباله على الله تعالى وانجماعه وصار له أتباع واشتهر اسمه وامتنع من مكالمة كثيرين لا سيما من يتخيل فيه شيئاً وصار قدوة العصر في ذلك وتزايد اعتقاد الناس فيه وألقيت محبته في القلوب وأطلق لسانه في القضاة، وحط على التقي بن تيمية فبالغ وتلقى ذلك عنه طلبة دمشق وثارت بسببه فتن كثيرة، وتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع مزيد احتقاره لبني الدنيا وكثرة سبهم حتى هابه الأكابر، وانقطع في آخر وقته في زاوية بالشاغور وكتب بخطه الكثير قبل الفتنة، وجمع التصانيف المفيدة في الفقه والتصوف والزهد وغيرها» أهـ.

وقال في موضع آخر: «وكان يتعصب للأشاعرة وأصيب سمعه وبصره فضعف وشرع في عمارة رباط داخل (باب الصغير) فساعده الناس بأموالهم وأنفسهم ثم شرع في عمارة خان السبيل ففرغ في مدة قريبة، زاد غيره أنه لما بناه باشر العمل فيه الفقهاء فمن سواهم حتى كان الحافظ ابن ناصر الدين كثير العمل فيه مع أنه ممن كان يضع من مقداره لرميه إياه باعتقاد مسائل ابن تيمية، وكراماته كثيرة وأحواله شهيرة، ترجمه بعضهم بالإمام العلامة الصوفي العارف بالله تعالى المنقطع إليه زاهد دمشق في زمانه الأمّار بالمعروف النهّاء عن المنكر الشديد الغيرة لله والقيام فيه الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم وأنه المشار إليه هناك بالولاية والمعرفة بالله» أهـ (الضوء اللامع) 11/81 فما بعدها.

وذكر ابن خطيب الناصرية في (الدر المنتخب) عنه أنه كان آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، شديد الغيرة لله، لا تأخذه في الحق لومة لائم؛ حتى كانت المراسيم الشريفة ترد عليه من السلطان: بأن لا يعترض عليه، ولا يخالفه في أمر بمعروف، ولا نهي عن منكر. وهاك طرفا من النماذج الناطقة بإنكاره على المنكر وأصحابه:

أ- يقول في كتابه (قمع النفوس): «وقد آن لنا أن نذكر صفات أمرائنا وما هم عليه من الأمور المظلمة والأفعال الخبيثة» مخطوط ص 106.

ب- ويقول في كتابه (كفاية الأخيار) في باب الصوم:

«ومن المصائب العظيمة ما يصنعه الظلمة من تقليد الظالم وأخذ الأموال بالباطل ثم يصنعون بذلك شيئاً من الأطعمة يتصدقون به فيتعدى شؤمهم إلى الفقراء. وأعظم من ذلك مصيبة تردد فقهاء السوء وصوفية الرجس إلى أسمطة هؤلاء الظلمة ثم يقولون هو يشتري في الذمة؟ وأيضاً تكره معاملة من أكثر ماله حرام، والذي في شرح مسلم أنه حرام. وفرض المسألة في جائزة الأمراء ولا فرق في المعنى فأعرفه، ولا يعلم هؤلاء الحمقى أن في ذلك إغراء على تعاطي المحرمات، ويتضمن مجالسة الفسقة: وهي حرام على وجه المؤانسة بلا خلاف، وقد عدّها جمع من العلماء من الكبائر، ونسبه القاضي عياض إلى المحققين وهم على ارتكاب ذلك لا ينهونهم عن منكر وذلك سبب إرسال المصائب على الأمم بل سبب هلاكهم ولعنهم على لسان الأنبياء وقد نص على ذلك القرآن العظيم ولهذا تتمة مهمة في كتابنا (قمع النفوس) والله أعلم».

وفاته

توفى سنة 829هـ يقول الإمام السخاوي: مات بعد أن ثقل سمعه وضعف بصره في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الثانية سنة تسع وعشرين بدمشق وحملت جنازته على أعناق الأكابر

وكان يوما عظيما ما تخلف عنه أحد من أهل دمشق حتى الحنابلة مع شدة قيامه عليهم والتشنيع على من يعتقد ما خالف فيه ابن تيمية الجمهور، هذا مع فوات الصلاة عليه لكثيرين

لكونه أوصى أن يخرج به بغلس ولكنهم ذهبوا إلى قبره وصلى عليه غير مرة وأول من صلى عليه بالمصلى ابن أخيه شمس الدين ثم ثانياً عند جامع كريم الدين ودفن هناك وختم على قبره ختمات كثيرة.

المصدر:  ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

Powered by Froala Editor

الكتب
لا توجد كتب حالياً