إطلاق تجريبي
3
منذ سنة
كان للشعر عند العرب مكانةٌ عظيمة، فبه بثّوا شكواهم، وبه سردوا أخبارهم وآثارهم، بل كان بمثابة الإعلام في ذلك الزمن، فما من قصة إلا وَجَسَّدها أهل ذلك الزمن شعراً، ولذا نشأت صنوف من الشعر منها ما اختص بالغزل، ومنها ما اختص بالرثاء، وغير ذلك، وممن برع في الشعر ونظمه الإمام الشافعي، وله ديوان.
وقد احتوى ديوان الإمام الشافعي -رحمه الله- على عيون من القصائد والأشعار المتفرقة التي بينت حكمة الشافعي، وفصاحته، وقسّمها مؤلفها على القوافي بالأحرف العربية، مثلاً: قافية الهمزة، وقافية الباء، وهكذا، واحتوى الديوان على عناوين مثل:[١]
فيما يأتي بعض أشعار الشافعي:[١]
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
ومنها أيضاً:[١]
أَتَهزَأُ بِالدُعاءِ وَتَزدَريهِ
سِهامُ اللَيلِ لا تُخطِي وَلَكِن
هو أحد أئمة الإسلام، وفقهاء الأنام، أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي المُطَّلبي، والمشهور أنه ولد بغزة من أرض فلسطين، وقيل: إنه وُلِدَ باليمن فخافت أمه عليه الضيعة، وقالت له: الحق بأهلك فتكون مثلهم، فإني أخاف أن يُغلب على نسبك، فأرسلته إلى مكة وهو ابن عشر سنين، فأقبل على العلم، حتى رزقه الله منه ما رزقه، وتوفّي وعمره نيّفا وخمسين، عام 204 في آخر رجب.[٢]
نشأ الشافعي وترعرع في بيئة عربية، وقال هو عن نفسه: "أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد، ما خلا حرفين أحدهما دساها والآخر نسيه الراوي عنه".
وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قرأ علي الشافعي أشعار هذيل حفظاً، ثم قال: لا تخبر بهذا أهل الحديث فإنهم لا يحتملون هذا، قال: وكان الشافعي رضي الله عنه في ابتداء أمره يطلب الشعر.
ومما جاء من أخبار عن علم الشافعي باللغة العربية ما يأتي:[٣]
المصدر: موقع موضوع
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor