إطلاق تجريبي
3
منذ سنة
اسم الكتاب التنبيه في فقه الإمام الشافعي، وهو متن متوسط ليس بالمطول ولا بالمختصر جداً يذكر اختيارات المذهب الشافعي في الفروع الفقهية سرداً حسب الأبواب الفقهية دون البحث في الأدلة الشرعية على ما ذهب إليه من أحكام ولا ما اختارته المذاهب الفقهية الأخرى، وهذه عادة المؤلفين في المتون الفقهية؛ لأن المقصد من التأليف ضبط المذهب للمتعلمين والمفتين، أما الاستدلال والفقه المقارن فمقصد اختصت به مؤلفات أخرى في المذهب.
هو أبو إسحق إبراهيم بن علي الشيرازي، توفي عام 476هـ، وهو من أهم علماء المذهب الشافعي الذي اجتهدوا في ضبطه ونشره وتعليمه والتصنيف فيه، حتى كتب الله -عز وجل- القبول لمؤلفاته في مختلف العلوم الشرعية بين طلبة العلم والعلماء، فاهتموا بشرحها واختصارها ونقدها.[١]
يُعدّ هذا الكتاب من أهم المتون الفقهية المعتمدة في المذهب الشافعي، فهو أحد الكتب المهمة الخمسة التي اعتمدها الشافعية المتقدمون؛[٢] لذلك اهتم علماء الشافعية بهذا الكتاب، فألفوا كُتباً في شرحه واختصاره ونقده وتهذيبه، ومن علماء الشافعية الذين اهتموا به الإمام النووي، فقد اعتنى به من حيث اللغة فألف كتاباً سماه تحرير ألفاظ التنبيه، وألف كتابا آخر اسمه العمدة في تصحيح التنبيه تكلم فيه عن الاختيارات الفقهية التي نسبها للمذهب الشافعي.[٣]
لخّص الشيرازي مقصد كتابه ومنهجه فيه فقال في مقدمته: "هذا كتاب مختصر في أصول مذهب الشافعي -رضي الله عنه-، إذا قرأه المبتدي وتصوره تنبه به على أكثر المسائل، وإذا نظر فيه المنتهي تذكر به جميع الحوادث إن شاء الله -تعالى-".[٤] وبتحليل عبارة المؤلف والرجوع إلى عبارات الكتاب يمكن الخروج بمعالم منهج في الكتاب، وهي كما يأتي:
تضمن الكتاب أهم الموضوعات الفقهية الرئيسة التي أطلق عليها لفظ كتاب، وأدرج تحتها الموضوعات الفقهية الفرعية التي أطلق عليها لفظ باب، وهو التقسيم المعروف في كتب الفقه والحديث، وتم ترتيب هذه الموضوعات حسب الترتيب الفقهي المعروف من حيث البدء بكتاب الطهارة والصلاة والانتهاء إلى كتاب الأقضية والشهادات.[٦]
وتوزعت الكتب الفقهية على مقاصد الفقه الأربعة بالترتيب: ربع العبادات، وربع المعاملات، وربع النكاح، وربع الجنايات والقضاء،[٦] واحتوت هذه الأقسام الأربعة على الموضوعات التالية:
احتوى ربع العبادات على ستة كتب حسب الترتيب المعروف لدى الفقهاء، وهي: كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، وكتاب الجنائز، وكتاب الزكاة، وكتاب الصيام، وكتاب الحج، واحتوى كل كتاب على أهم الأبواب الفقهية.[٧]
احتوى على كتابين هما كتاب البيوع، وقد ذكر فيه كل ما يتعلق بعقود المعاوضات والتبرعات، وأحكام التفليس والغصب والصلح والشفعة وإحياء الموات واللقطة والوصية، وأما كتاب الفرائض فقد ذكر فيه أحكام المواريث في ثلاثة أبواب، هي: أصحاب الفروض، والعصبات، والجد والإخوة.[٨]
بحث فيه أحكام الزواج والطلاق والإيلاء والظهار واللعان وضم إليه كتاب الأيمان والكفارات، وضم إليها أحكام العدة والاستبراء والرضاع، وكتاب النفقات الذي بيّن فيه أحكام نفقة الزوجة ونفقة الأقارب وختم ببيان أحكام الحضانة.[٩]
أورد فيه أحكام الجنايات والقصاص والحدود والتعزير، وبيّن أحكام القضاء والقاضي والبيّنات والدعاوى، وختم بكتاب الشهادات والإقرار.[١٠]
علي مصطفى
المصدر: موقع موضوع
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor