إطلاق تجريبي
9
منذ سنتين
نشأ البشر على أن يسمعوا الكلام ويتقبلونه بدون نقد وتفنيد بشكل الكافي, وهذا بطبيعة الانسان التي تميل الى الكسل والاستسهال, وفي أكثر الأحيان نميل الى أن نصدق الكلام الذي يتماشى مع طريقة تفكيرنا, ونقابل الأفكار المختلفة بعداوة شديدة, حيث يتقبل أغلب البشر المعلومات بطريقة الإسفنجة, والتي يمتص العقل فيها أكبر قدر من المعلومات التي تأتي من الخارج ويعمل على حفظها وتذكرها, ومن أهم سلبيات هذه الطريقة هي عدم وجود طريقة لتقييم هذه الأفكار, ولذلك سينقلنا هذا الكتاب الرائع الى مجموعة من المعلومات المتنوعة عن الابداع والعقل البشري وأنواع الذكاء ونظم الإدارة حتى يكون لك مرجع هام ومنطقي.
كيف تفكر الاسفنجة - بقلم دانيل ماريا
يتكون عقل الانسان من ثلاثة أجزاء وهم فص الدماغ الأيمن والايسر, وجزع المخ, والمخيخ, وبنسبة لتفكير البشر فهو يرتبط مباشرة بفص المخ اثناء معالجة المعلومات, فمثلاً الأشخاص اللذين يفكرون اكثر, من خلال الجانب العلوي من الدماغ حسب تصنيف خريمن, لهم عقلية تحليلية منطقية, وأهم صفات هذا النوع انه صلب ويصعب التعامل معه, يهتم بالحقائق فقط, لا يهتم بالعلاقات, اشبه بالألة.
أما الجانب الايسر السفلي, وهو مسؤول عن الشخصية التنفيذية التنظيمية, ومثل هذا الشخص يكون له ثبات انفعالي ومتسلط اثناء العمل, يهتم بالتفاصيل, عنيد, ومعتز برأيه, يخطط لكل شيء, ويدير الوقت بفاعلية, أما الجانب الأيمن السفلي من الدماغ, فهو يخص الشخصية العاطفية, حيث يكون شخصاً غير جاد, يركز على العلاقات والمشاعر, ولا يخطط لنفسه, وحاد جداً في انفعالاته, ويميل ناحية العلم كفريق.
وأخيرا الجانب العلوي الأيمن من الدماغ, والمسؤول عن العقلية الإبداعية الحرة, حيث لا يهتم مثل هذا الشخص بالمواعيد, ويستطيع التركيز على فكرة واحدة, بل يميل الى التفكير بصورة إبداعية شمولية, وأغلب تصوراته واسعة ومتجددة, لا يتنبأ بما يفعل, ولا يعتمد على الاخرين, ولكن يعتمد على الحدث والبديهية في حل مشكلاته, ونظراً لاهتمام الباحثين بالتفكير, نجد انفسنا أمام طرق مختلفة لتفكير, وأبرز نوعين هما: التفكير الناقد - والتفكير الإبداعي.
وبنسبة لتفكير الناقد: فهو القدرة العقلية التي تمكن الفرد من فحص, وتدقيق الوقائع ,والأفكار, والحلول, والمواقف, ومن ثم القدرة على الحكم, وفق معاير هذا التفكير.
أما التفكير الإبداعي فهو ببساطة خلق الفكرة من العدم.
الفكرة الأولى:
العقل البشري مرن جداً ويمكنه التفكير بأكثر من نمط وطريقة في وقت واحد,
يمكن تقسيم أنواع الابداع الى خمسة وهم:
الابداع التعبيري: مثل التعبير بالموسيقي.
والابداع الفني: مثل خلق الالة الموسيقية نفسها.
والابداع الخلاق: مثل اختراع شيء لم يكن له وجود من الأساس, مثل المصباح الكهربائي.
الابداع الطارئ: والذي يتعامل مع أي موقف طارئ بصورة جيدة.
والابداع المتجدد: الذي لا يقف عند حد إبداعي معين.
أما المبدعين أنفسهم فتكون لهم صفات تميزهم عن غيرهم, ويمكنك أن تغرس هذه الصفات عن طريق العادات والتدريب عليها, فمثلا المبدعون لديهم تصميم وإرادة قوية جداً, وأيضا لديهم اهداف واضحة يريدون الوصول اليها, ويمكنك ان تفعل هذا عن طريق كتابة اهدافك ثم تنفذها, من الأكثر أهمية الى الأقل أهمية.
أيضا المبدعين يتجاهلون تعليقات الآخرين, وذلك الأمر منتشر جداً, لأن أي شخص مبدع في الغالب سيفعل شيء جديد عن المعتاد, ومن هنا سيجد العديد من الناس يعلقون بصورة ساخرة, لذلك يحاول البعد عن الناس من البداية.
المبدعون أيضاً لا يخشون الفشل, ولا يميلون الى الحياة الروتينية, ولكنهم منظمين ويعرفون ماذا يفعلون, أيضاً يمتلكون المبادرة ولديهم تفاءل مستمر.
وقسم العلماء مراحل الابداع الى أربعة مراحل:
المرحلة الأولى: هي مرحلة التحفيز
وهي المرحلة التي يكتسب فيها المبدع جميع معلوماته حتى لو عن طريق المحاولة والخطأ
مرحلة التفريخ: وهي المرحلة التي يتحول فيها المبدع من حالة اكتساب المعلومات الى التركيز على المشكلة وتظهر على المبدعين اثناء هذه الفترة سلوكيات مثل قلق والشعور بعدم الراحة نظراً لوجود مشكلة تحتاج الى حل
مرحلة الالهام: وهي المرحلة الثالثة حيث يظهر حل المشكلة
المرحلة الأخيرة: حيث يتم تحقيق الحل الإبداعي
الفكرة الثانية:
الإبداع متشعب له الكثير من الأشكال والأنواع والمراحل
يرى أغلبية التربويين أن عملية تنميه الإبداع تنشأ من المدرسة, ويمكن تحقيق ذلك لطلاب المدارس بعدة طرق أهمها استخدام الالغاز المرئية, مثل عرض صورة لحمامة وصورة لخفاش والتمييز بينهم, أو استخدام الأسئلة العامة مثل ماذا ستفعل لو نزلت على القمر, أو مثل ماذا ستقول لرئيس الجمهورية اذا قابلته, أو خلق مجال للعصف الذهني بين الطلبة ليجعلهم يتشاركون لإيجاد حل.
أما بنسبة للذين فات عليهم وقت المدرسة, فيمكنهم ان يحسنوا الحس الإبداعي لديهم, عن طريق عدة ممارسات أهمها المشي, وممارسة الرياضة في وقت مبكر من اليوم, بجانب تخصيص خمس دقائق فقط لتخيل في الصباح و المساء ممارسة نشاطات مختلفة عما تستطيع فعله.
فمثلا لو كنت محاسب, حاول ان تتعلم العزف او الرسم, هذا الامر سيجعل عقلك يفكر بطريقة أخرى, ويستخدم أجزاء أخرى من المخ, بصورة أخرى أيضاً تنظيم غرفتك, واوقات العمل مع أوقات الفراغ, ويمكنك ممارسة الألعاب الحسابية والفكرية, وأهم شيء هو أن تخصص دفتر لكتابة الأفكار الإبداعية التي ستأتي لك خلال اليوم, نتيجة لممارسة جميع هذه الأمور.
فالإبداع ليس مجرد ذكاء فطري حتى تتجاهل تدوينه, بل هناك أبحاث امتدت لمدة تزيد عن ثلاثين سنة تدرس علاقة الذكاء بالإبداع, وقد كانت النتائج مميزة جداً, فكما اختلف العلماء فيما يقيس الذكاء, اختلفوا أيضا فيما ينشأ الابداع أو يقيسه, ولذلك واجه العلماء مشكلة في عملية قياس نسب الذكاء والابداع, حيث هناك اختلاف ظهر بين نتائج اختبارات الذكاء العروفة, وبين اختبارات الابداع.
فمثلا من الممكن أن يحصَّل الشخص عدداً كبير من النقاط في اختبار الذكاء, ولكنه يسجل مستوى قليلاً من النقاط في اختبار الابداع, حيث لجأ العلماء الى افتراض أن الابداع أعلى مستويات الذكاء.
الفكرة الثالثة
الابداع ليس مجرد ذكاء فطري, بل هو عملية تحتاج الى تطوير وتحفيز مستمر, الابداع في أيامنا هذه اصبح وظيفة ولذلك ظهر مؤخراً مصطلح اسمه موظف المعرفة, وهو مصطلح غير شائع في نظم الإدارة العربية, حيث معظم الإدارات العربية تستخدم الموظفين المستخدمين للمعرفة, وليس الموظفين المبدعين للمعرفة.
ولذلك الموظف الذي يخلق أفكار وأساليب إبداعية جديدة, ويستطيع توفيق هذه الأفكار مع المؤسسة التي يعمل فيها, وتشمل هذه الوظيفة العلماء الباحثين في مجالات البحث والتطور والمهندسين والمصممين والمبدعين في مجالات الدعاية والكتابة الصحفيين, وتم تصنيف موظفي المعرفة على ما يقدمونه, وهناك موظفون يقدمون أفكار هامة, وهي تلك الأفكار التي تساعد في خلق استراتيجيات تساهم في تغيير المؤسسة, وهناك موظفون يقدمون أفكار عظيمة تؤثر بصورة كاملة على المنظمات والشركات مثل أنظمة الحاسوب.
وهناك نوع ثالث من الموظفون المبدعين, وهم اللذين يقدمون أفكار عادية ولكن الشركات تحتاج اليها, مثل تعديل مقاعد العاملين في الشركة لتصير أقل تكلفة وأكثر جودة وتوفر أماكن أكثر, وفي ظل هذا التطور الإبداعي أصبح على جميع الإدارات التقليدية التغيير نحو العملية الإبداعية.
فمصطلح الإدارة منذ الثورة الصناعية, يعتمد على التخطيط والتنسيق ومراقبة العاملين, في حين أن جميع المؤسسات في الوقت الحاضر تعتمد العامل المبدع, والذي يمتلك معرفة كبيرة فيما يفعل, وهذا هو الفرق بين الدول النامية والدول المتقدمة.
فالدول النامية تستخدم التكنلوجية الحديثة, ولكنهم لا يتبنون نظم إدارة حديثة, بل يعملون على مراقبة العاملين وتنفيذ الخطط المدروسة فقط, في حين أن الإدارات الحديثة تتجه نحو إفساح مجالات إبداعية اكثر للموظفين, مما ينعكس على نوعية العمل بإيجاب.
الفكرة الرابعة
الإدارة التي لا تعتمد على الإبداع, لن تستطيع المواصلة في التطور الكبير في الوقت الحاضر.
تحميل كتاب كيف تفكر الإسفنجة pdf اضغط هنا
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor