نبذة عن كتاب الروح للإمام ابن القيم الجوزية

نبذة عن كتاب الروح للإمام ابن القيم الجوزية

1

منذ سنتين

كتاب الروح هو كتاب للشيخ الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، وهو كتاب يتحدث عن العديد من غوامض وأسرار عالم الروح، حيث إنّه يجيب عن الكثير من التساؤلات التي تتعلّق بالنفس والروح بالاعتماد على السنة، والقرآن الكريم، وأقوال العلماء، والآثار، ممّا يساعد على إزالة الأوهام العالقة في العقول أمام حقائق مرتكزة على البراهين، والحجّة العقلية، والأدلة، ومن المواضيع التي ذكرها ابن القيم، وعرضها بشكلٍ عقلاني في كتاب الروح ما يأتي: سؤال القبر، والصعق، والموت للروح أو للجسد، وسماع الموتى، وزيارة الأحياء للأموات، وتلاقي أرواح الموتى وتزاورهم الرؤيا، والنعيم والعذاب، والقيامة الصغرى والكبرى، ومستقرّ الأرواح. وفيما يلي سنأتي على تلخيص أهم المسائل التي وردت في هذا الكتاب:

زيارة الأموات في قبورها:

يناقش الكاتب ابن قيم في بداية كتاب الروح علاقة الأموات بالأحياء، كما يشير في كتابه إلى أن الأموات يعرفون بزيارة الأحياء لهم، بل إن الميت يعرف الحي الذي يزوره بعينه ويرد عليه السلام، ومن أجل ذلك شرع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألقاء السلام على أهل القبور، وسُمِّي من يذهب إلى المقبرة زائرًا، ولو لم يعلموا بذلك لما سُمِّي من يذهب إليهم زائرًا بالأصل.

فكرة تلاقي الأرواح:

يناقش ابن القيم في كتابه “الروح” فكرتين حول تلاقي الأرواح، حيث يتناول فكرة تلاقي أرواح الأموات مع بعضهم البعض وتلاقي أرواح الأموات مع الأحياء، ويرى أنَّ أرواح الأموات للكفار والعصاة والفجار هي أرواح معذبة، ولذلك فهي مشغولة في العذاب والعقاب عن التلاقي والزيارات، أمَّا أرواح المؤمنين المتقين فهي أرواح طيبة منعمة غير محبوسة، فهي تتلاقى وتتزاور فيما بينها.

وأمَّا بالنسبة لتلاقي أرواح الأموات مع أرواح الأحياء، فإنَّه ذهب إلى أنَّها تتلاقى حقًّا، وذلك بنفس الطريقة التي تتلاقى فيها أرواح الأحياء في الدنيا، وأشار إلى أنَّ بعض السلف قال بأنَّ أرواح الأموات والأحياء تتلاقى في المنام، والروح لا تموت عنده إلا بمفارقة الجسد، أمَّا بفنائها وزوالها فهي لا تموت كما يموت جسد الإنسان في هذه الدنيا."

هل تتعارف الأرواح فيما بينها:

يؤكد ابن القيم في كتابه أن أرواح البشر تتعرف على بعضها وذلك بنفس الطريقة التي كانت تتعارف بها على بعضها عندما كانت على هذه الدنيا, فكما يقول " ان هذه الروح تأخذ صورة الجسد التي كانت به وتأخذ صفاته كما ان البدن يتأثر بالروح فيأخذ صفاتها, فإن كانت الروح طيبة يكون طيباً, وإن كانت خبيثة يكون خبيثاً"

عذاب القبر حسب ما ورد في كتاب الروح

“أشار كتاب الروح على أنَّ جميع أهل العلم من أصحاب الفقه  قالوا إن عذاب القبر يكون سوف للجسد والروح في الوقت نفسه، حيثُ أنَّ الروح بعد مفارقة الجسد ستكون إمّا في نعيم أو في عذاب مثل الجسد، وربما تلتحم بالجسد مرةً أخرى، وأشار إلى أنَّ عذاب القبر ثابت في كتاب الله وسنة نبيه- صلّى الله عليه وسلّم-، وذكر لنا الآيات التي تدلُّ على وجود عذاب القبر في القرآن الكريم مع تفسيرها. وقد أشار ابن القيم رحمه الله إلى أنَّ عذاب القبر له أنواع، فمنه ما يكون دائم ومنه ما يكون منقطع، حيثُ قال إنَّ عذاب القبر الدائم ورد ذكره في كتاب الله تعالى في حق آل فرعون، أمّا المنقطع فهو العقاب الذي يتعرض له بعض المذنبين والعصاة من المسلمين، إذ يتعرّض العاصي لبعض العقاب ثمَّ يزول عنه.”

كيفية النجاة من عذاب القبر:

"توجد عدة أسباب ذكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد تُعرّض الإنسان لعذاب القبر، وعلى رأسها الجهل بالله تعالى وعدم اتباع أوامره وارتكاب المعاصي مثل: النميمة، عدم الاستبراء من البول، الكذب، الزنا، أكل الربا، وغير ذلك، ولكن يمكن للمسلم أن يأخذ بالأسباب ويقوم ببعض الأعمال التي من الممكن أن تُنجيه من عذاب القبر بإذن الله تعالى.

ومن تلك الأمور التي تُنجي من عذاب القبر كما ورد في أحاديث رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: الرباط في سبيل الله، الشهادة في سبيل الله، قراءة سورة تبارك، الموت في ليلة الجمعة أو يومها، وهذا أيضًا يدلُّ على أن عذاب القبر يكون للمسلم ولغير المسلم، ولذلك يتوجب على المسلم التقرب إلى الله تعالى واللجوء إليه حتى يخفف عنه عذاب القبر.

 وأشار في كتابه إلى أنّ السؤال في القبر يكون أيضًا لجميع الناس دون استثناء من المسلمين وغيرهم، كما أنَّ السؤال يكون لكل أمة عن رسولها، فمن أجاب نجا، ومن عجز ولم يجب يعذَّب، وذلك لإقامة الحجة على الناس من قبل المولى تبارك وتعالى.

وأخيرًا، فإنَّ الأطفال لا يُسألون لأنَّهم لا يعقلون النبي من الرسول، ولا يُحاسَبُونَ مثلَّ الكِبَارِ 

هل الروح قديمة أم حديثة:

يؤكد ابن القيم في كتابه أنَّ الروح مخلوقة بتدبير الله تعالى، وعلى هذا أجمع العلماء والفقهاء من أهل السلف منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب إلى أنَّ الأجسام تخلق أولًا ثمَّ الأرواح التي ستسكنها، ودليل ذلك قصة خلق آدم، والروح في النهاية عبارة عن جسم نوراني علوي يختلف عن الجسد.

----------------------------------------------------------------

المراجع

كتاب الروح لابن القيم الجوزية

----------------------------------
 
 المصدر: موقع موضوع

Powered by Froala Editor