إطلاق تجريبي
2
منذ سنة
الكتابة من أنواع تدبير الله تعالى في خلقه، فقد تكون كونية مظهرة لمعاني القدرة وتوحيد الربوبية، وقد تكون شرعية مظهرة لمعاني الحكمة وتوحيد العبودية.
فالكتابة نوعان: كتابه كونية، وكتابه شرعية.
1- كتابة شرعية، وهذا لا يلزم منها وقوع المكتوب، مثل قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]. وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183]، والكتابة الشرعية فللعبد فيها مشيئة وإرادة؛ لأنها من قبيل الشرع والتكليف والابتلاء، وهي الشريعة التي امتحن الله بها العباد ليتميز المؤمن من المنافق، والمسلم من الكافر، والخبيث من الطيب. قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام كَمَا كُتِبَ عَلَى الذين مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا معدودات ﴾ [البقرة: 183]، وقال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القتال وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، وقال تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النفس بالنفس ﴾ [المائدة: 45].
2- كتابة كونية، وهذه يلزم منها وقوع المكتوب كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ﴾ [آل عمران: 154]، ومثل قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]. وقوله: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ﴾ [المجادلة: 21]. وهي من القَدر الكوني، إذ أن ما كُتب في اللوح المحفوظ يدخل تحت الكتابة الكونية التي لا تتغير ولا تبدل، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُه إذا أراد شيئًا أن يقول لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82] فلا مشيئة للعبد في تغير هذه الكتابة، فهي واقعة لا محاله. وقال تعالى: ﴿ كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي ﴾ [المجادلة: 21]، وقال سبحانه: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا ﴾ [التوبة: 51]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ﴾، وقال في بني إسرائيل: ﴿ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 26][1].
[1] انظر غير مأمور: القول المفيد على كتاب التوحيد: الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ)، الناشر دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية, محرم 1424هـ، 2 / 384، و كتاب سهل في التوحيد والعقيدة، الدكتور محمود الرضواني، ص 260 - 261، موقع الرضوانية - دار العقيدة المصرية. www.alridwany.com
------------------------------------
المصدر: شبكة الألوكة
Powered by Froala Editor
Powered by Froala Editor